°·.¸.•°°·.¸.•° عمـــر بــن عبــد العزيــز ذلك القائـــد التقــي °·.¸.•°°·.¸.•°
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
عدد المساهمات : 300 نقاط : 78454 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
موضوع: °·.¸.•°°·.¸.•° عمـــر بــن عبــد العزيــز ذلك القائـــد التقــي °·.¸.•°°·.¸.•° الثلاثاء 28 فبراير - 4:30:53
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
●~✿~ القـــائد العظـيم عمر بن عبد العزيز ●~✿~
يحق أن نقول ولا معنى لكثرة الأقوال أن عمر ابن عبد العزيز يحق لما يعي الإسلام فهما شاملا كامل لكل نواحي الحياة أنه رضي الله عنه قدأثر الآخرة على الحياة الدنيا وعمل بالقول المشهور كن فى الدنيا كعابر سبيل .
فقد الم بمعنى القيادة بمشتملتها ولم يترك منها فرعا إلا وكان له فيه بصمة أرسى قواعد العدل النزيه فلم يربطه إلا برضي الله حقق العدالة التي نطق بها القران الكريم وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل فكان مجدد للإسلام وهو أول المجددين على المائة قرن الأولى هذه السيرة العطرة وصلتنا شافية وافية لتكون نورا على الطريق للقادة من خلفه حتى يقتفوا أثرها ويحققوا عدلها فينجوا بأنفسهم ويعلو من شأن أوطانهم فتتقدم وتزدهر بين الناس وتكون لها العزة والكرامة لكن بكل أسف تخلو القادة عنها فما وجدنا بعهودهم إلا الانكسار والخذلان والتأخر في كافة مجالات الحياة وها نحن ليس لنا ذكر وقد تحكم فينا شر خلق الله على الأرض .
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]الجـــــانب الشخصــــي[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
عهد أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز من الميلاد إلى خلافته ولادته ومكانها هو أبو حفص عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن العاص بن أمية بن عبد شمس، ولد سنة 62هـ ،على خلاف في ذلك، وكانت ولادته في المدينة، على خلاف في ذلك أيضاً والده: وكان من خيار أمراء بني أمية، شجاعاً كريماً بقي أميراً لمصر أكثر من 20 سنة أمه:أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأما جدته لأمه هي تلك الفتاة التي أمرتها أمها أن تخلط الماء مع الحليب بعدما ُأمر منادي، فنادى أن لا يُشاب اللبن بالماء، فقالت لها: يا بنتاه، قومي إلى اللبن فامذقيه بالماء فإنك بموضع لا يراك عمر ابن الخطاب، ولا منادي عمر! فقالت الصبية لأمها: يا أمتاه، والله ما كنت لأطيعه في الملأ وأعصيه في الخلاء و عمر يسمع كل ذلك فزوجها ابنه عاصم لما رأى منها من ورع أولاده: كان لعمر بن عبد العزيز -رحمه الله- أربعة عشر ذكراً : عبد الملك وعبد العزيز وعبد الله وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وبكر والوليد وموسى وعاصم ويزيد وزبانوبنات ثلاث: أمينة، وأم عمار، وأم عبد الله، وقد اختلفت الروايات عن عدد أولاده
زوجاته:وزوّجه عمه أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان ابنته فاطمة بنت عبد الملك، وهي امرأة صالحة تأثّرت بعمر بن عبد العزيز، وآثرت ما عند الله على متاع الدنيا، وهي التي قال فيها الشاعر:بنت الخليفة والخليفة جدها أخت الخلائف والخليفة زوجها ومن زوجاته لميس بنت علي بن الحارث، وأم عثمان بنت شعيب بن زيان، و أم ولد [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]التبشــــير بــه [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة] وذكر أنه كان منتظراً وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول: إن من ولدي رجلاً بوجهه أثر يملأ الأرض عدلاً. وقصة تسميته بأشج بني أمية دخل عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى إسطبل أبيه فضربه فرس فشجه فجعل أبوه يمسح الدم عنه ويقول: إن كنت أشج بني أمية إنك إذاً لسعيد. [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]صفاته وشمائله[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة] 1:مروءته وكرمه :
عن عبد العزيز بن عمر قال لي رجاء بن حيوة : ما أكمل مروءة أبيك ، سمرت عنده فعشي السراج وإلى جانبه وصيف نائم ، قلت : ألا أنبهه ؟؟؟قال : لا دعه ، قلت : أنا أقوم ، قال : ليس من مروءة الرجل استخدامه ضيفه ، فقام إلى بطة ـ إناء كالقارورة ـ الزيت وأصلح السراج ثم رجع وقال : قمت وأنا عمر بن عبد العزيز ، ورجعت وأنا عمر بن عبد العزيز
وقال أبو عمرو : دخلت ابنة أسامة بن زيد على عمر بن عبد العزيز فقام لها ومشى إليها ثم أجلسها في مجلسه وجلس بين يديها وما ترك لها حاجة إلا قضاها. وأمر جارية تروحه حتى ينام فروحته فنامت هي ، فأخذ المروحة من يدها وجعل يروحها ويقول : أصابك من الحر ما أصابني .
2:مجالسته لأهل العلم واحترامه لهم :
كان يجتمع كل ليلة أصحابه من الفقهاء فلا يذكرون إلا الموت والآخرة ثم يبكون حتى كأن بينهم جنازة.
3:هضمه لنفسه واحتقاره لها :
قيل له رحمه الله عند مرضه : لو أتيت المدينة فإن قضى الله موتاً في موضع القبر الرابع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : والله لأن يعذبني الله بغير النار أحب إليّ من أن يعلم من قلبي أني أراني لذلك أهلاً.
4: شدته ويقينه في الحق :
حدث الأوزاعي أن عمر بن عبد العزيز جلس في بيته ، وعنده أشراف بني أمية ، فقال : أتحبون أن أولي كل رجل منكم جنداً من هذه الأجناد ؟ فقال له رجل منهم : لم تعرض علينا ما لا تفعله ؟! قال : ترون بساطي هذا ؟ إني لأعلم أنه يصير إلى بلى ، وإني أكره أن تدنسوه عليّ بأرجلكم ، فكيف أوليكم ديني ؟! وأوليكم أعراض المسلمين وأبشارهم تحكمون فيها ، هيهات هيهات ، قالوا : أما لنا قرابة ؟ أما لنا حق ؟ قال : ما أنتم وأقصى رجل من المسلمين عندي في هذا الأمر إلا سواء إلا رجل حبسه عني طول شُقَّة.
5: وصف صلاته : عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ما صليت وراء إمام أشبه بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى . يعني عمر بن عبد العزيز رحمه الله وكان والياً على المدينة.
6: ورعه : قال نعيم ـ كاتبه ـ : قال عمر : إنه ليمنعني من كثير من الكلام مخافة المباهاة . وقال جعونة : لما مات عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز جعل عمر يثني عليه ،فقال : يا أمير المؤمنين لو بقي كنت تعهد إليه ؟ قال : لا ، قال : ولم وأنت تثني عليه ؟! قال: أخاف أن يكون زُيّن في عيني منه ما زين في عين الوالد من ولده .
7: زهـــــــــــده :
1- قال ميمون بن مهران : أقمت عند عمر بن عبد العزيز ستة أشهر ما رأيته غيَّر ردائه، كان يغسل من الجمعة إلى الجمعة ويبين بشيء من الزعفران .
2- وعن مسلمة بن عبد الملك قال : دخلت على عمر وقميصه وسخ ، فقلـت لامرأته ـ وهي أخته ـ : اغسلوه ، قالت : نفعل ، ثم عدت فإذا القميص على حاله فقلت لها، فقالت : والله ما له قميص غيره .
3- قالت له امرأته : أنت أمير المؤمنين ولا تقدر على درهم ؟! قال : هذا أهون من معالجة الأغلال في جهنم.
4- قال محمد بن كعب القرظي : دخلت على عمر بن عبد العزيز بعد استخلافه وقد نحل جسمه ، وعفا شعره ، وتغير لونه ، وكان عهدنا به في المدينة وهو أمير عليها حسن الجسم ، ممتلئ البضعة ، فجعلت أنظر إليه ، لا أحرف بصري عنه ، فقال لي : يا ابن كعب مالك تنظر إليّ نظراً ما كنت تنظره إليّ من قبل ؟! فقلت : لعجبي يا أمير المؤمنين… مما نحل من جسمك ، وعفا من شعرك ، وتغير من لونك … فقال : إنك إذاً لأشد عجباً من أمري ، وإنكاراً لي لو رأيتني بعد ثلاث في قبري ، وقد وقعت عيناي على وجنتيَّ ، وسكن الدود منخريَّ وفمي … ثم راح يبكي
- قال: حدثنا جابر بن نوح قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض أهل بيته: أمّا بعد! فإنك إن استشعرتَ ذكر الموت في ليلك ونهارك، بغض إليك كلّ فان ٍ وحبـّب إليك كلّ باق ٍ. والسلام.
- قال: عن صالح بن عبد الكريم قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عامله عدي بن أرطأة: أمّا بعد، فإنّ الدنيا عدوّة أولياء الله، أمّا أولياء الله فغـَمّـتهم، وأمّا أعداء الله فغرّتهم.
- قال: حدثنا عبد الله بن محمد، عن الأوزاعي، قال: كتب إلينا عمر بن عبد العزيز رسالة، لم يحفظها غيري وغير مكحول: أما بعد! فإن مَن أكثر ذكر الموت، رضي من الدنيا باليسير، ومن عَدّ كلامَه من عمله، قلّ كلامُه إلا فيما ينفعه
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]القيــــادة الحكيمــة[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة] **سياسته الداخلية**
حرص على المال العام ، وحافظ على الجهد والوقت، ودقَّق في اختيار الولاة، وكانت لديه رغبة صادقة في تطبيق العدل.
كان يختار ولاتهومعرفة كاملة بأخلاقهم وقدراتهم ؛ فلا يلي عنده منصبًا إلا من رجحت كفته كفاءة وعلمًا وإيمانًا.
وحسبك أن تستعرض أسماء من اختارهم لولاياته؛ فتجد فيهم العالم الفقيه، والسياسي البارع، والقائد الفاتح .
من أمثال أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، أمير المدينة وقاضيها، والجراح بن عبد الله الحكيمي، أمير البصرة، وكان قائدًا فاتحًا، وإداريًا عظيمًا، وعابدًا قائدًا . والسمح بن مالك أمير الأندلس، وكان قائدًا فذًا، استُشهد على أرض الأندلس، وكان باقي ولاته على هذه الدرجة من القدرة والكفاءة.
وكان عمربن عبدالعزيز لا يكتفي بحسن الاختيار بعد دراسة وتجربة، بل كان يتابع ويراقب، لكن مراقبته لم تكن مراقبة المتهم، بل كان يراقب تطبيق السياسة العامة التي وضعها للدولة .
وإذا كان قد أخذ نفسه بالشدة والحياة الخشنة، فإنه لم يلزم بها ولاته، بل وسّع عليهم في العطاء، وفرض لهم رواتب جيدة تحميهم من الانشغال بطلب الرزق.
وتصرفهم عن الانشغال بأحوال المسلمين، كما منعهم من الاشتغال بالتجارة، وأعطى لهم الحرية في إدارة شئون ولاتهم؛ فلا يشاورونه إلا في الأمور العظيمة، وكان يظهر ضيقه من الولاة إذا استوضحوه في الأمور الصغيرة.
** سياسته المالية**
عرف عمر بن عبد العزيز قيمة مال الدولة؛ فلم ينفقه إلا فيما فيه نفع الأمة، وكان يكره التصرف في المال العام بلا ضابط أو رقيب، وكأنه مال خاص للخليفة أو الوالي ينفقه كيفما شاء، ويعطيه لمن شاء؛ ولذا كان يحترز في إنفاق مال الدولة؛ لأنه أمانة يجب صيانتها .
وكان من نتائج هذه السياسة أن تدفقت الأموال إلى خزينة بيت المال من موارد الدولة المتنوعة التي حافظ الولاة عليها، ورَعَوْهَا حقَّ رعايتها، وكانت كفيلة بأن تقوم بكل مسؤوليات الدولة تجاه أفرادها، وتحسين حياتهم إلى الحد الذي جعله يكتب إلى أحد ولاته . وفاضَ المال في بيت المال بفضل سياسته الحكيمة وعدله الناصع؛ فمكنه من فرض الرواتب للعلماء وطلاب العلم والمؤذنين، وفكّ رقاب الأسرى، وقدم الأعطيات للسجناء مع الطعام والشراب، وحمّل بيت المال تكاليف زواج مَن لا يملك نفقاته.
لقد قام بيت المال بكل ما يحتاجه المسلمون حتى إن المنادي لينادي في كل يوم: أين الغارمون ؟ أين الناكحون ؟ أين المساكين ؟ أين اليتامى ؟ لقد اغتنى كل هؤلاء فلم تعد لهم حاجة إلى المال.
** السياسة الخارجية **
حين تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة كانت الدولة الأموية قد بلغت أقصى اتساع لها في الشرق والغرب، وجيوشها على الحدود تقوم بالفتح، وتضيف للدولة بقاعًا جديدة، وليس ثَم شك في أن تبليغ كلمة الإسلام إلى أنحاء الأرض كلها أمر محمود، وهذه الفتوحات كانت من مآثر الدولة الأموية التي لا تنكر، غير أن الخليفة كان له رأي آخر يقوم على تقديم الأولويات .
وإعادة تنظيم الدولة من الداخل، والاهتمام بالإنسان ومراعاة حقوقه، والحرص على دمائه؛ لذا أولى الشئون الداخلية عنايته؛ لأنها كانت في حاجة لإصلاح ومزيد من التحسين، واهتم بنشر الإسلام في البلاد التي فُتحت أكثر من الاهتمام بالفتح نفسه، وعُني بإرسال الدعاة والعلماء أكثر من عنايته بإرسال الجيوش والحملات . غير أن هذا لا يعني أنه أوقف حركة الفتوحات بل يعني أنه رشدها، وبدلا من إنفاق الأموال الطائلة على تجهيزها وإعدادها وجّه هذه الأموال إلى العناية بالإنسان، وهذا يفسر أمره برجوع جيش مسلمة بن عبد الملك الذي كان يحاصر القسطنطينية، ولم يوفَّق في فتحها . واشتد بالمسلمين الحال، وضاق بهم العيش؛ فأشفق على الجيش المنهك، وأمره بالعودة حتى يستعيد قواه وعافيته، هذا في الوقت الذي كان واليه على الأندلس "السمح بن مالك" يقوم بفتوحات في الأندلس، وأنهى حياته شهيدًا في إحدى غزواته، فضلاً عن أن حياة عمر القصيرة في الخلافة، وانشغاله بالإصلاح الداخلي لم تتح له أن يقوم بحركة واسعة للفتوحات . [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]الخـــــــــــــــــــــلافه[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة] **تقوى عمــــــــــــــــــــر ** اشتهرت خلافة عمر بن عبد العزيز بأنها الفترة التي عم العدل والرخاء في أرجاء البلاد الإسلامية حتى أن الرجل كان ليخرج الزكاة من أمواله فيبحث عن الفقراء فلا يجد من في حاجة إليها. كان عمر قد جمع جماعة من الفقهاء والعلماء وقال لهم: "إني قد دعوتكم لأمر هذه المظالم التي في أيدي أهل بيتي، فما ترون فيها؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين : إن ذلك أمرًا كان في غير ولايتك، وإن وزر هذه المظالم على من غصبها"، فلم يرتح عمر إلى قولهم وأخذ بقول جماعة آخرين منهم ابنه عبد الملك الذي قال له: أرى أن تردها إلى أصحابها ما دمت قد عرفت أمرها، وإنك إن لم تفعل كنت شريكا للذين أخذوها ظلما. فاستراح عمر لهذا الرأي وقام يرد المظالم إلى أهلها. وعن عطاء بن أبي رباح قال: حدثتني فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز: أنها دخلت عليه فإذا هو في مصلاه، سائلة دموعه، فقالت: يا أمير المؤمنين، ألشئ حدث؟ قال: يا فاطمة إني تقلدت أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلّم فتفكرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري المجهود، والمظلوم المقهور، والغريب المأسور، وذي العيال في اقطار الأرض، فعلمت أن ربي سيسألني عنهم، وأن خصمي دونهم محمد صلى الله عليه وسلم، فخشيت أن لا تثبت لي حجة عن خصومته، فرحمت نفسي فبكيت.
كان شديد المحاسبة لنفسه وَرِعًا تقيًا، كان يقسم تفاحًا أفاءه الله على المسلمين، فتناول ابن له صغير تفاحة، فأخذها من فمه، وأوجع فمه فبكى الطفل الصغير، وذهب لأمه فاطمة، فأرسلت من أشترى له تفاحًا. وعاد إلى البيت وما عاد معه بتفاحة واحدة، فقال لفاطمة: في البيت تفاح؟ إني أَشُمُ الرائحة، قالت: لا، وقصت عليه القصة –قصة ابنه- فَذَرفت عيناه الدموع وقال: والله لقد انتزعتها من فم ابني وكأنما أنتزعها من قلبي، لكني كرهت أن أضيع نفسي بتفاحة من فيْء المسلمين قبل أن يُقَسَّم الفَيءُ.
جاءوه مرّة بالزكاة فقال أنفقوها على الفقراء والمساكين فقالوا ما عاد في أمة الإسلام فقراء ولا مساكين، قال فجهزوا بها الجيوش، قالوا جيش الإسلام يجوب الدنيا، قال فزوجوا بها الشباب ,فقالوا من كان يريد الزواج زوج، وبقي مال فقال اقضوا الديون على المدينين، قضوه وبقي المال, فقال انظروا في أهل الكتاب(المسيحيين واليهود) من كان عليه دين فسددوا عنه ففعلوا وبقي المال، فقال أعطوا أهل العلم فأعطوهم وبقي مال، فقال اشتروا به حباً وانثروه على رؤوس الجبال, لتأكل الطير من خير المسلمين . أشتهى عمربن عيد العزيز تفاحاً، فقال لو كان لنا شيء من التفاح، فإنه طيب الريح طيب الطعم فقام رجل من أهل بيته فأهدى إليه تفاحاً، فلما جاء به قال عمر: ما أطيب ريحه وأحسنه، أرفعه يا غلام فاقرئ فلاناً منا السلام وقل لهُ: إن هديتك قد وقعت منا بموقع بحيث تحب. فقال الرجل: يا أمير المؤمنين، ابن عمك ورجل من أهل بيتك وقد بلغك أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة، فقال : ويحك، إن الهدية كانت للنبي وهي لنا اليوم رشوة. وعن بشير بن الحارث قال: أطرى رجل عمر بن عبد العزيز في وجهه، فقال له عمر: يا هذا لو عرفت من نفسي ما أعرف منها، ما نظرت في وجهي. [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة] ((*:*:* وفاة القائد عمر بن عبدالعزيز *:*:*))
كان سببها السّل ، وقيل سببها أن مولى له سمَّه في طعام أو شراب وأعطي على ذلك ألف دينار ، فحصل له بسبب ذلك مرض ، فأُخبر أنه مسموم ، فقال : لقد علمت يوم سُقيت السُّم ، ثم استُدعي مولاه الذي سقاه ، فقال له : ويحك ما حملك على ما صنعت، فقال : ألف دينار أُعطيتها ، فقال : هاتها ، فأحضرها فوضعها في بيت المال ، ثم قال له : اذهب حيث لا يراك أحد فتهلك . اشتد به المرض وتحولت الملايين من أبناء أمته إلى أطفال ، يوشك اليتم أن يحيق بهم حين يفقدون أباهم .. الجياع الذين شبعوا .. والعراة الذين اكتسوا والخائفون الذين أمنوا. .. والمستضعفون الذين سادوا .. واليتامى الذين وجدوا فيه أباهم .. والأيامى اللاتي وجدن فيه عائلهن .. والضائعون الذين وجدوا فيه ملاذهم بعد الله .. كل هؤلاء وأولئك في شعبه وأمته سحقتهم أنباء مرضه الدَّاهم .
شعبه وأمته سحقتهم أنباء مرضه الدَّاهم . ثم أمر بدعوة أبنائه فجاءوا مسرعين اثني عشر ولداً وبنتاً ، شعثاً غبراً ، قد زايلت جسومهم الشاحبة نضرة النعيم !! .. وجلسوا يحيطون به ، وراح يُعانقهم بنظراته الحانية الآسية .. وراح يودعهم بقوله : يا بني إن أباكم خُيِّر بين أمرين ، أن تستغنوا ويدخل النار أو تفتقروا ويدخل الجنة ، فاختار الجنة وآثر أن يترككم لله الذي نزَّل الكتاب وهو يتولّى الصالحين . ولما احتضر قال : أجلسوني فأجلسوه ، فقال : إلهي أنا الذي أمرتني فقصّرت ونهيتني فعصيت ثلاثاً ولكن لا إله إلا الله ، ثم رفع رأسه فأحد النظر ، فقالوا : إنك لتنظر نظراً شديداً يا أمير المؤمنين ، فقال : إني لأرى حضرة ما هم بأنس ولا جان ، ثم قُبض من ساعته . وفي رواية : أنه قال لأهله : اخرجوا عني ، فخرجوا وجلس على الباب مسلمة بن عبد الملك وأخته فاطمة فسمعوه يقول : مرحباً بهذه الوجوه التي ليست بوجوه إنس ولا جان ثم قرأ : تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين ، ثم هدأ الصوت ، فدخلوا عليه فوجدوه قد غمض وسوى إلى القبلة وقبض. وكان موته سنة إحدى ومائة ، وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر وأياماً.
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
عمر بن عبد العزيز عندما توفي لم يكن في سجنه رجل واحد. وقد عفا عن كل السجناء الذين سجنهم الوليد بن عبدالملك و رجالُ الحجاج بن يوسف الثقفي فأين انت يا عمر (( لترى الاوطان وقد تحولت الى سجون ومعتقلات وبدت كالسلخانات تساق اليها الذبائح ليسلخ جلدها وتتلقى كافة صنوف العذاب تحت سمع وبصر الحاكم دون رحمة او شفقة او حتى اعتذار ؟ . )) وفي عهده إنتشر العلم وكثرت المساجد التي تعلم القرآن، ووسع العمل داخل دولته ( البنية التحتية للدولة ) كالشوارع والطرقات والممرات الآمنة و دور المياه ودور الطعام (التكايا) و المدارس ونسخ الكتب والترجمة والتعريب ونقل العلم ..والإستفادة من خبرات العلماء وعلمهم بينما الآآآآآآآن اهمل العلم والتعليم وحلت فضائيات العري والكليبات محل المدارس .. وسلطت الاضواء على عوالم الهز والرقص كنجوم في سماء الفن .. وانحسرت تلك الاضواء عن علماء اجلاء فتغيرت المفاهيم والاحلام والامال والعقول واصبح حلم كل شاب وفتاة هو ان يصبح نجما في سماء الفن متجاهلا محراب العلم واهميته في تكوين شخصية الفرد وبأن العلم افضل وسيلة للتقرب الى الله فعابد عالم خيرا من عابد جاهل عند الله .
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة] رثاء في القائد العظيم
ينعى النـعاة أميـر المؤمنين لنـا
يا خير من حج بيت الله واعتمرا
حملت أمراً عظيماً فاضطلعت بـه
وقمت فيـه بأمـر الله يا عمرا
الشمس كاسفة ليسـت بطالعة
تبكي عليك نجوم الليل والقمرا
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
*خطبة الوداع للقائد عمر بن عبد العزيز*
الموضوع منقول بالكامل من [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]